النقد الإيجابي
النقد الإيجابي عملة نادرة، فقد يستغرق الإنسان عمراً طويلاً وزمناً مديداً كي يجد شخصاً يقدم له نقداً إيجابياً بناءً. وليس النقد الإيجابي هو الثناء والمديح والتزكية ولكنه بذل جهد لوصف العمل وذكر سلبياته وإيجابياته بوجه منضبط. فهو الذي يدفع المركبة إلى الأمام ويعطي الإنسان قدرة على الإنتاج والتطور.
وفي هذا الموضوع جمعت لكم بعض ما يخص النقد ( تعريفه , أنواعه , فوائده , آدابه... إلخ ).
قالوا في النقد:
- قال صلى الله عليه وسلم : "المؤمن مرآة أخيه"
- رحم الله أمرئ أهدى إلي عيوبي. "عمر بن الخطاب"
- من سمع الى النصيحة نجا من الفضيحة. "مثل عربي"
- لكي تتجنب النقد لا تعمل شيئا، ولا تقل شيئا، ولا تكن شيئا. " ألبرت هابارد"
- على الإنسان أن ينظر لنفسه بتأمل وعمق قبل أن ينتقد الآخرين. " موليير"
- الناقد رجل يعرف الطريق ولكنه لا يعرف القيادة. " كينيث تينان"
- أي مجنون يستطيع أن ينقد ويشتكي... ومعظمهم يفعلون ذلك. " بنيامين فرانكلين"
تعريف النقد:
النقد في المعجم الفلسفي: هو التعبير المكتوب أو المنطوق من متخصص يطلق عليه اسم ناقد عن سلبيات وإيجابيات أفعال أو إبداعات أو قرارات يتخذها الإنسان أو مجموعة من البشر في مختلف المجالات من وجهة نظر الناقد. كما يذكر مكامن القوة ومكامن الضعف فيها، وقد يقترح أحيانا الحلول. وقد يكون النقد في مجال الأدب، والسياسة، والسينما.
النقد في الشريعة الإسلامية:
مفردة النقد ليست موجودة في الشرع وإنما استعمل الشرع كلمة النصيحة, قال صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة". والنصيحة مصطلح مقارب للنقد ولكن هل هناك فرق بينهما.
الفرق بين النقد والنصيحة:
بين النقد والنصيحة عدة فوارق أوجزها في نقاط.
النقد: لا يشترط صفاء النية.
النصيحة: النية خالصة لله.
قد يحتوي تشهيرا :النقد
فيها الإسرار ما أمكن :النصيحة
النقد: قد يكون حاداً وجارحاً.
النصيحة: غالباً مغلفه بالحب والمراعاة.
مرجعه قدرة وفكر الناقد :النقد
مرجعها الكتاب والسنة وفيها استشهاد بأدلة :النصيحة
النقد: قد يؤدي إلى حساسية عالية.
النصيحة: نتاجها القبول في الغالب.
قد يخلق صراعات وعداوات :النقد
تزيد الألفة ويؤجر عليها صاحبها :النصيحة
-
- - - - - - - - - - - -
أنواع النقد:
النقد البناء: يهدف إلى معالجة نقاط الضعف والإرشاد إلى نقاط القوة.
النقد الهدام: الانتقاد لأجل تعطيل الخطط والإنجازات.
نقد الانتقام: التجريح انتقاماً لموقف سابق.
نقد المجاملة: المدح وتجاوز نقاط الضعف واختلاق نقاط قوة لأجل المجاملة وكسب المصالح.
نقد التسويق: النقد المغلف بالمدح والثناء تمهيداً لتسويق الفكرة.
نقد التعالم: النقد لأجل إظهار القدرات الفكرية وتجاهل الفكرة المراد نقدها بهدف إظهار النفس.
نقد الشهرة: النقد لأجل الحصول على الشهرة ولفت الأنظار.
النقد التخصصي: وهو أعلى وأفضل أنواع النقد وهو الذي يقوم به المتخصصون في ذات مجال الفكرة المراد نقدها.
مثال " النقد الأدبي , النقد الفني , النقد الإعلامي ... إلخ ".
النقد الشخصي: النقد الذي يركز على الأشخاص ويتجاوز نقد الفكرة والنتائج.
النقد المعتاد: التذمر والتركيز على الجوانب السلبية فقط والانتقاد الدائم لكل الأوضاع باستمرار.
الفرق بين الناقد البناء والهدام:
الناقد البناء: يستخدم أساليب عملية.
الناقد الهدام: يشتم ويقوم بالتجريح الشخصي.
يقدم نقد متخصص وعلمي :الناقد البناء
ينتقد أفكاراً لا يلم بها :الناقد الهدام
الناقد البناء: يحرص على النصيحة والتلميح قبل التصريح.
الناقد الهدام: يتعمد فضيحة الأشخاص.
يحرص على الحقيقة المجردة وتحسين الأوضاع :الناقد البناء
يحرص على كسب المواقف وإثبات الانتصار للرأي :الناقد الهدام
الناقد البناء: يؤكد على إيجابيات الفكرة.
الناقد الهدام: يتجاهل إيجابيات الفكرة.
يعتبره رأي يمكن البناء عليه كما يمكن معارضته :الناقد البناء
يعتبر رأيه حكم نهائي غير قابل للنقض :الناقد الهدام
الناقد البناء: يرحب بالحوار حول مجموع الآراء المطروحة.
الناقد الهام: غير مستعد لسماع رد صاحب الفكرة , ويرى رأيه الصواب ورأي غيره خطأً.
له رأي موحد حول الفكرة بغض النظر عن صاحبها :الناقد البناء
لديه ازدواجية وينتقد حسب مكانة وقرب الأشخاص له :الناقد الهدام
الناقد البناء: يركز على الفكرة محل النقد.
الناقد الهدام: يوسع النقد إلى مواضيع أخرى.
يحاول أن يقدم بدائل وحلول لأجل التطوير وتحسين الأوضاع :الناقد البناء
لا يهمه تقديم الحلول , وهمه النقد وإظهار الأخطاء والمشاكل فقط :الناقد الهدام
الناقد البناء: نقده مرحلة من مراحل العمل والإنجاز.
الناقد الهدام: يقف عند مرحلة النقد ولا يسعى إلى العمل والإنجاز.
يفصل بين الفكرة وبين الأفكار الأخرى التي لا تتعلق بالموضوع :الناقد البناء
يكرر نقد الموضوع في أماكن وأوقات لا علاقة لها به :الناقد الهدام
الناقد البناء: ممكن أن يتقبل الأفكار الإيجابية الأخرى لنفس الشخص.
الناقد الهدام: يرفض أفكار الشخص الأخرى مهما كانت إيجابية.
-
- - - - - - - - - - - -
قانون 6 why's "لماذا ست مرات":
وهو من أفضل طرق النقد , حيث أنك إذا أردت أن تنتقد فكرة ما تسأل صاحبها لماذا المرة الأولى فإن أجابك تسأله لماذا هذه الإجابة وهكذا حتى تكمل ست أسئلة بلماذا ستجد أنك ستصل إلى أساس الموضوع وتعرف عندها ماذا تنتقد وربما تتغير نظرتك حول الفكرة المنتقدة وتغير رأيك.
وكذلك يمكنك إذا أردت أن تنتقد أمراً أو أن تطرح فكرة ما أن تسأل نفسك ست أسئلة بلماذا كلما أجبت على سؤال أسئلها سؤال آخر يدور حول إجابتك يبدأ بلماذا حتى تكمل ست اسئلة ستجد أنك وصلت إلى أساس المشكلة وسوف تنتقد وأنت تعرف كامل الأسباب والمسوغات للنقد ويصبح نقدك للفكرة أكثر اتزاناً وعقلانية.
فوائد النقد:
- كشف الأخطاء لتجنبها.
- الحد من تقديس الأشخاص والأفكار.
- القدرة على تطوير الأعمال.
- الحد من الإعجاب بالنفس والتكبر والغرور.
أداب النقد:
- الإنصاف :
النقد هو حالة تقويم .. وحالة وزن بالقسطاس المستقيم ، وكلّما كنت دقيقاً في نقدك ، بلا جور ولا انحياز ولا تعصب ولا إفراط ولا تجاوز كن أقرب إلى العدل و الإنصاف ، وبالتالي أقرب إلى التقوى ، قل في منقودك ما له وما عليه .. قل ما تراه فيه بحق ولا تتعدّ ذلك.
- اجمع الايجابي إلى السلبي:
وهذا أسلوب محبب في النقد حيث تبدأ بالإيجابي فتشيد به وتثني عليه ثم تنتهي إلي السلبي وبهذه الطريقة تكون قد جعلت من الايجابيات مدخلاً سهلاً للنقد لأنّك بذلك تفتح مسامع القلب قبل الأذنين ليستمع الآخر إلى نقدك أو نصيحتك.
- أعط من تنقد فرصة الدفاع عن نفسه :
حتى ولو كوّنت عن شخص صورة سلبية فلا تتعجّل بالحكم عليه .. استمع إليه أوّلاً أعطه فرصة كافية ليقول ما في نفسه وليدافع عن موقفه و افعل كما يفعل القاضي العادل فهو يضع التهمة بين يدي المتهم ويعطيه فرصة للدفاع عن نفسه وموقفه .
- لك الظاهر وما خفي فله :
لا حكم لك على سريرة قط , فالله وحده يعلم ما تكنه الصدور وما تخفيه الضمائر وتنوى فعله القلوب فلا نقد لك إلا على ظاهر المسائل و أما باطنها فلست عليها بحفيظ و أما أنت عليها بوكيل فترك التفرس والادعاءات الأخرى التي تبرر لك ما تقوم به أحيانا عن طريق الخطأ . والضابط القرآني في ذلك قوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ".
- استفد من تجربتك في النقد :
لكلّ منّا تجاربه في نقد الآخرين ، أو نقد الآخرين له . وربّما أفادتك حصيلة تجاربك أن تبتعد عن أساليب النقد التي جرحتك أو عمقت جراحك القديمة أو سببت لك النفور وربّما زادت في إصرارك على الخطأ كردّ فعل عكسي وطالما إنّك كنت قد اكتويت بالنار فلا تكوي بها غيرك حاول أن تضع نفسك في موضع الشخص المنقود ، وتحاش أيّة طريقة جارحة في النقد سبق لك أن دفعت ضريبتها .
- لا تكل بمكيالين :
إن من مقتضى العدل والانصاف أن لا تكون ازدواجياً في نقودك فإذا انتقدت شخص في أمر ما ، وكنت سكتّ عن شخص آخر كان ينبغي أن تنقده للشيء ذاته ، فأنت ناقد ظالم أو منحاز بالنسبة للمنقود لأنّه يرى أ نّك تكيل بمكيالين ، تنتقده إذا صدر الخطأ منه ، وعندما يصدر الخطأ نفسه من شخص آخر فإنّك تغضّ الطرف عنه محاباة أو مجاملة له.
- لا تفتح الدفاتر القديمة :
انقد الجديد ودع القديم .. لا تذكّر بالماضي لأنّ صفحته انطوت .. ولا تنكأ الجراح ، فقد تضيّع الهدف من النقد لما جرى مؤخراً ، وربّما تغلق مسامع المنقود عن نقدك وتستثيره لأنّك نبشت ما كان دفيناً .إن أخطاء الماضي قد يخجل المنقود من ذكرها ، وربّما تجاوزها وعمل على إصلاحها فتذكيره بها أو ربطها بالأخطاء الجديدة يجعلك في نظره إنساناً غير متسامح ، فلا تصفح ولا تمحو ، وكأنّك تريد أن تقول له : ما زلت على ضلالك القديم ، وهذا أمر لا يطيقه ، وربّما ثأر لنفسه منك .
- التدرّج في النقد :
ما تكفيه الكلمة لا تعمّقه بالتأنيب ، وما يمكن إيصاله بعبارة لا تطوّله بالنقد العريض فالأشخاص يختلفون ، فربّ شخص تنقده على خطئه ويبقى يجادلك ، وربّ آخر يرفع الراية البيضاء منذ اللحظة الأولى ويقرّ معترفاً بما ارتكب من خطأ ، وربّ ثالث بين بين.
-
- - - - - - - - - - - -
لا تسجلين وبس 
